dimanche 10 octobre 2010

اللوبيات الإستعمارية تشوه ثوابت الثورة الفرنسية



   
     


نحن ،، نعرف جيدا ما عاناه الشعب الفرنسي من ظلم و قهر و استبـداد قبل ثورة 1789 التي قادها أصحـاب السراويـل القصيرة Lيس سانس چولوتتيس ،، وهم من عامة الشعب الذين أطلقوا شعار LيبيرتéءىعاليتéءFراتيرنيتé لثورتهم ، وهو الشعار الذي أصبح مرجعا لكل الجمهوريات المتعاقبة سواء من اليمين أو من اليسار.

كما إننا نعرف أنه ، برغم بعض الإنحرافات " الخطيرة " التي تورط فيها أحفاد الثورة ، و أدت إلى انتشار الفكر الإستعماري الذي تورطت فيه فرنسا في دول عدة من بينها دول شمال إفريقيا و الهند الصينية ...فإن رجالا مثل شارل ديغول و منداس فرانس ، و غيرهم ...أنقذو الثورة و أعادوا إليها ثوابتها و لمعوا مبادئها ...

لكن ،، يبدو أن عددا من سلالة أولئك الإستعماريين الذين إنحرفوا بالثورة الفرنسية عن ثوابتها ، قد عادوا الآن بقوة ، و شكلوا لوبيات داخل المؤسسات الفاعلة ،و تسللواء في غفلة من صناع القرارء إلى أهم الدوائر الحساسة و خاصة منها ، القضاء ...ليطفئوا أنوار عاصمة الأنوار...

و نحن المعتزون على الدوام بانتمائنا إلى هذه الأرض الطيبة تونس أولا ، الفخورون بعروبتنا ثانيا ،، المتشبثون بديننا الإسلامي ثالثا ... أصبح يراودنا على مر السنوات الأخيرة ، الشك في نزاهة و عدالة و نظافة القضاء الفرنسي .

و إذ نطلق العنان لشكنا ، فلأن لنا شواهد تؤكد أن بعض الدوائر القضائية في فرنسا خيرت أن تؤسس لنفسها قلاعا عالية جدا تمارس داخلها سياسة المعايير المزدوجة ، و المكاييل المتعددة عند النظر إلى مختلف القضايا المطروحة أمام أنظارها.

و الأكيد ،، أن القضاء الفرنسي قد تسربت إلى جهازه العصبي آليات عنصرية باتت تسيطر على إرادته ، فتوجهه حسبما تقتضيه مصالح اللوبيات المتخفية داخل " كنتونات السياسة و حقوق الإنسان " ... بل أصبحت تتسلط على الأحكام الصادرة عن هذا القضاء فتتمططها و تتقلصها وفق الأهواء الخاصة و الأبعاد المصلحية الضيقة لأطراف دون اخرى مع الضرب عرض الحائط بكل ما يرمز إلى الالتزام بالنصوص القانونية الشفافة .

فانظروا مثلا ،، كم تعرض و على إمتداد السنوات الأخيرة ، أبناء الجيلين الثاني و الثالث من المهاجرين المغاربة و الأفارقة فوق التراب الفرنسي إلى اعتداأت عنصرية صارخة ،، و عندما قدم المعتدون إلى القضاء ، أخلى سبيلهم ... مع قبلة على الجبين ، دون أن تراعى في ذلك جنسيات المعتدى عليهم ،، التي هي أحب من أحب و كره من كره جنسيات فرنسية .

زد على ذلك ، ما سبق أن تعرض إليه أطفال أفارقة من اختطاف و قرصنة و تحويل و جهة إلى داخل فرنسا بنية المتاجرة بهم ، و ذلك من قبل أعضاء في منظمات فرنسية قيل إنها إنسانية ... لكن ، عندما افتضح أمر هؤلاء و قدموا إلى المحاكمة ،، تدخلت تلك اللوبيات و ضغطت بكل ثقلها لتبرئة ساحة أولئك القراصنة .

طبعا ،، دون أن ننسى تدخل نفس اللوبيات للضغط على القضاء الفرنسي لإدانة و تجريم خمسة فرنسيين كانوا نادوا بمقاطعة البضائع الاسرئيلية المنتجة داخل المستوطنات ،، كرد فعل طبيعي و إنساني ،، على جور الحصار المفروض على قطاع غزة .

ثم ،، من المهازل الموصولة للقضاء الفرنسي ، أنه كان استند سنة 2001 إلى أقوال مشكوك في صحتها ، و لا ترتقي أبدا إلى مستوى الإدانة صدرت عن امرأة إدعت فيها تعرضها إلى الإعتداء ... فقضت " العدالة" الفرنسية بتجريم المشتكى به غيابيا بناء على تلك المزاعم و الأقوال دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن أي دليل يقطع الشك باليقين .

و في صورة معاكسة ،، قرأنا ، أن توفيق بن بريك صدر مؤخرا حكم بتبرئة ساحته في قضية إغتصاب فتاة تونسية بباريس ،، رغم ثبوت إدانته حسب ما أكدته الشهائد الطبية ، و حسب ما أقره شهود عيان أدلوا بشهادتهم البينة أمام الهيئة المحلفة .

الأنكى من ذلك ،، أن الهيئة القضائية المكلفة بهذا الملف ، عمدت إلى تمطيط الحيثيات ، والبحث عن أتفه التعلات لتأجيل البت في القضية لأكثر من عشرة مرات متتالية ،، من سنة 2004 إلى موفى 2010 ،، مع إقرار فواصل زمنية متباعدة بين القضية و الأخرى قصد إرهاق صاحبة الحق ماديا و معنويا ، ودفعها قسرا إلى التسليم ..بالأمر الواقع ..؟

وهنا ،، لسائل أن يسأل .. لم تتبدل .. المكاييل ، و تتغير المعايير من قضية إلى أخرى .. فينقلب الذي نراه اليوم ،، بأم أعيننا ،، مجرما صعلوكا في أعين بعض قضاة " فرنسا الحرة" إلى حمل وديع ، ليصبح الجلاد عندهم ضحية ، لا حول لها و لا قوة .؟؟

القضاء الفرنسي الذي بالغ في تغليب الوجدان أكثر مما يجب ،، و جنح إلى الانتصار لإملاأت اللوبيات النافدة في أكثر من موقع ، و تغاضى عن تغليب منطق الحق ،، و الانتصار لسلطة العدل و القانون...

و هذا ما يؤشر –دونما شكء إلى أن توفيق بن بريك و غيره كثيرون كانوا و لا يزالون محل حظوة استثنائية ، حيث يتمتعون بحصانة خاصة جراء عمالتهم و بيع ذممهم ، و استعدادهم اللامشروط لخدمة الفكر الاستعماري الذي نراه يكتسح ،، مع الأسف الشديد ،، رقاعا متفاوتة على الساحة الفرنسية ، مقابل تراجع مدهش للمبادئ الإنسانية السامية التي أسست لها ثورة 1789.

                                                                الإمضاء
                                                              أسرة التحرير

02 اكتوبر 2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire