samedi 9 octobre 2010

امس يكذب ليوم يكذب قلب الفيسته و عاود قلب الفيسته فمن سيصدقه ؟


"أعلن عن مساندتي للرئيس بن علي في ترشحه من أجل مواصلة المشوار على طريق الاصلاح والتطوير في مختلف المجالات , تحدوني الثقة في وجاهة خياراته المعلنة وماحققه من منجزات""


(المصدر: صحيفة "الوسط التونسية" (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 12 أكتوبر
2008)

 * مرسل الكسيبي

 الجدل السياسي المحتد هذه الأيام بخصوص المشهد التونسي العام ليس مفصولا في تقديرنا عن حسابات يضعها البعض قبيل سنة من انعقاد مراسم الاستحقاق الرئاسي ...

فمشهد الانجازات التي حققتها تونس على أكثر من صعيد بات يؤرق بلاشك بعض أطراف الوسط المعارض.  المواطن التونسي والمراقب العربي يقف أمام صورة مكاسب تونسية عدة كادت أن تضيع مع ترهل بورقيبة , وجاء الرئيس بن علي في مشروع انقاذ سنة 1987 ليضع البلاد على سكة مشاريع تنموية كبرى لم تعرفها تونس حتى في أوج ازدهار السياسة الليبرالية الاقتصادية على عهد الوزير الأول الهادي نويرة  ...  مشهد عدم انقطاع الماء والكهرباء عن مدن وقرى تونس الا في محطات نادرة تتعلق بأشغال الصيانة والكوارث , مشهد لايوجد عربيا الا في تونس وبلاد الخليج , أما بقية البلاد العربية فهي لازالت تعاني من تعطل هذه الخدمات الأساسية في أوقات الذروة  ...  هناك ادارة حديثة في تونس وقطاع صحي يحفظ شعبها من تفشي العاهات والأمراض , بل هناك منشات صحية لاتقل تطورا عما نراه في مدن وحواضر الغرب , هناك صروح للتعليم والبحث العالي لاينبغي الاستخفاف بها , علاوة على شبكة مواصلات واتصالات تتطور بسرعة حثيثة , مكاسب لايمكن التبخيس من قيمتها في ثنايا غبار الصراع على السلطة...  في تونس قطاع اسكاني متقدم ومعمار رائع لاتراه حتى في عواصم أوربية , وأشهد الله على أن سعة منازل تونس وجمالها وجمال حدائقها لاترى له أثرا في أكبر البلدان الصناعية الا في ماقل وندر أو في الجزر المخصصة لرفاهية طبقة الأغنياء ...  هناك وهناك وهناك ..., ولايدرك قيمة الموجود في وطنه الا من يسافر ويرتطم بمصاعب الحياة في بلاد المشرق والمغرب وحتى في بلاد الغرب ...  اذا لماذا كل هذا البخس لماتحقق في تونس من مكاسب وطنية ومنجزات على عهد الرئيس بن علي ؟ , ولماذا تحرص بعض الأطراف على ابراز المشهد العام بكل هذه القتامة ؟  نعم هناك في تونس جمال ونماء وتطور سريع وهناك مشهد حقوقي يحتاج الى تعاوننا جميعا بعيدا عن أساليب السمسرة بالموضوعات الوطنية في سوق مزادها خارجي ...  مراجعات ومكاشفة لابد منها :  خطاب معارضة المهاجر يحتاج حتما الى ثورة داخلية حقيقة وهو ماجعلني لاأتردد لحظة في انسلاخي من حركة النهضة التونسية سنة 2005 حين أدركت بأن واقعها قد اختطف لفائدة مايسمى بالقيادة "التاريخية" في عواصم باريس ولندن ...






خطاب "اسلامي" أشعرني بالألم حين باتت هذه القيادات تصدر البيانات لتتحدث عن صورة أخرى لم أعرفها في حياتي عن تونس وشعبها الطيب , اذ اختلطت الخصومة السياسية بالدين وبات الكل يؤصل خطابه باسم الشرع ...  ماهذا الانزلاق الخطير في التفكير الاسلامي ...؟! , وهل تحول المشروع من أرضية الدعوة الى الخير الى مرحلة تنصيب المحاكم والقضاء حكما على من هو في موقع السلطة ...  السلطة التي اتهمها هؤلاء بمعاداة الدين أبانت بأنها تقدم خطابا اسلاميا جميلا ورائعا على شاشة التلفاز أكثر من الحركة الاسلامية نفسها , اذ يكفي المقارنة بين دعاة قناة الزيتونة الفضائية سابقا وبين دعاة قناة تونس 7 أو اذاعة الزيتونة للقران الكريم حتى يتبين للمنصف والمراقب العادل حجم الفارق ...  اذا الخير موجود في بلادنا والحماسة للاسلام والدفاع عنه وعن قيمه ليست حكرا على حركة النهضة ...  من هذا المنطلق اخترت أن أكون في هذه المرحلة الهامة من تاريخ بلادنا صوتا اسلاميا معتدلا ومستقلا , واثقا في قيادة الرئيس زين العابدين بن علي وعزمه على مواصلة مسار البناء والاصلاح والتطوير في مختلف أوجه الحياة  .  نعم ان تونس على مشارف الاستحقاق الرئاسي لسنة 2009 تحتاج الى كل أبنائها , وهو ماجعلني أعيد النظر بعمق في تجربة المنفى واليات التفكير السياسي المعارض , بل انني أقول بأن التجربة ولدت لي شعورا بالمرارة في ظل تخلي معارضين بارزين عن قيمهم الوطنية النبيلة وتهافتهم على الاحتماء بالجنسيات الأجنبية من أجل فرض التغيير من عواصم غربية...


 نعم هناك في تونس نجاحات حققتها السلطة في برامجها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن يخالف هذا الرأي فهو مجانب حتما للحقيقة , وهذا الانطباع ينقله التونسيون في حلهم وترحالهم كما استمعت له من مئات المواطنين الألمان أو الأوربيين وحتى العرب الذين زاروا تونس , اذ ينقل هؤلاء صورة مشرقة وجميلة عن أيام أو أسابيع قضوها على أرض تونس ...  واذا نقدنا الحكومة في بعض الرصيد الحقوقي لتوق جامح في محاكاة تجارب في الغرب أو لرغبة ملحة في تقوية الجبهة الداخلية والوطنية حقوقيا فان ذلك لايعفينا من أن نعترف بأن رصيد تونس على الصعيد التنموي أو الصحي او التعليمي او الاعماري أو الخدماتي ... هو في حجم المأمول من بلد لايتوفر على امكانات مادية ضخمة متاحة لبلدان نفطية لم تحقق ماحققته تونس في ظرف تاريخي وجيز ...  اذا ليس مديحا أن نقول الحقيقة وليس ثلبا أن نطالب بسد الثغرات وتجاوز العقبات  .






 ولهذا وبمناسبة الانتخابات الرئاسية لسنة 2009  أعلن عن مساندتي للرئيس بن علي في ترشحه من أجل مواصلة المشوار على طريق الاصلاح والتطوير في مختلف المجالات , تحدوني الثقة في وجاهة خياراته المعلنة وماحققه من منجزات.  ان الدمقرطة والاصلاح وتحصين الجبهة الحقوقية  يكون في اطار النضال الوطني الداخلي الرصين وبمعزل عن تشكيل اللوبيات في هذه العاصمة الأجنبية أو تلك , وهو ماندركه اليوم عبر التأمل في تجارب أشقاء لنا في المغرب الأقصى وتركيا وبلاد عربية واسلامية أخرى  , اذ أن البناء الفعلي والتشييد والاصلاح يكون من داخل الأوطان وليس خارجها . ان من يريد معاقبة أبنائنا بتغييبهم عن اتقان لغة الضاد ومعانقة تراب الوطن ومعرفة سماحة الاسلام بدعوى " مواصلة المشوار " سوف لن يجلب الا الخراب للأجيال القادمة ...  هذه رؤيتي , والله الله في أبنائنا الذين ولدوا خارج تونس حين يضيع ولاؤهم للوطن والدين بين شوارع وحارات المهاجر  بدعوى الاصلاح والدمقرطة ...  ** كاتب واعلامي من تونس (المصدر: صحيفة "الوسط التونسية" (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 12 أكتوبر


2008)



http://www.tunisnews.net/12Octobre08a.htm

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire